رواية المچنونة بقلم ميرال البحر
عن كل شيء ..
سرحت روحي من جمال مايقوله ..
وأصبحت بشوق لمايخفيه خطيبي من عاديته وعاداته بعيد عن البرستيج أي حياته الخاصة كيف ستكون ..!
وأكمل بماذا تفكري إياك أن تسأليني ماخلف هذا التأنق وكذا ستدركين ذلك قريبا بعد الزواج
وفي اليوم الثاني بعد أن تزوجنا رأيته مختلفا تماما كنت أضحك عليه وعلى طريقته بكل شيء
فكنت أجد ثيابه بكل مكان من آرجاء البيت حتى بخزانتي صوت شخيره وهو نائم كمحرك بسيارة قديمة متعطل يعلو ويهبط كبركان على وجه الانفجار ..
يصدر أصوات غريبة من أنفه وفمه وعزف منفرد يضطرني الأمر أن أوقذه مرات عديدة لأحظى بشيء من النوم الهانىء ..
ولا استطيع النوم
ينام على بطنه وفمه مفتوح وذراعيه كأخطبوط هارب من البحر وقد احتل كل المكان ولم يبقي لي مكان ولو صغير بجانبه
لأول مرة أشاهد دقنه عندما بدأت بالظهور التى تشبه سلكة الجلي التى نلمع به الأواني وكأنه خارج من سجن مؤبد وكأنها اشواك في صحراء جافة
مظهره وحركاته المرحة وعندما يقف أمام المرآة ويغطي وجهه بمعجون الحلاقة وهو يمسك آلة الحلاقة والشفرات المسننة بيده للاجرام بحق ذقنه ويدندن بأغنيته المفضلة لأم كلثوم طول عمري بخاف من الحب ..
وإذا وضعت له نقطة معجون واحدة على أنفه يكلفه الأمر علبة معجون حلاقة كاملة يمردغ بها وجهي اڼتقام مني ..
نحيلة مثلي أكبر همها الفاكهة المقشرة من يده فقط ..
إذ وقت الطعام اترحم على الدجاجة المشوية عندما يحول بها ويأكلها بعد أن ينتزع لحمها بكلتا يديه حتى يكاد يأكل عظامها المسكينة ..
وكأنه دب باندا جائع
وانا اضحك عليه واتمتم ماشاء الله صحتين صحتين
واتذكر وهو يقشر لي البرتقالة ويردد هذا الكلام لي ليلة خطوبتي ..
طريقته بالجلوس أمام مبارياته المفضلة صامت يمسك الريموت الكنترول بكلتا يده حتى لااباغته بسرقته وتفويت عليه أي هدف ولو كانت بضړبة ترجيحية ..
فأنال منه أشد العقاپ ويغضب كطفل صغير ازعجه سبب تافه مثل هذا أو كأنني سړقت لعبته ..
ومرة كنا نتناول قهوة الصباح سويا وقد مضى اسبوع على زواجنا وأنا ارتدي قميصه الأبيض الفضفاض لأول مرة واجلس بقربه ..
فقال ضاحكا يا حلوتي تبدين به كبسكوتة ضائعة بوسط كأس حليب كبطريق صغير
كم أنت جميلة وبسيطة به وتشبهينني حتى منظرك هكذا لأجمل عندي من كل أثواب الدنيا .. ..
فسألني هل وضحت لك الرؤية يازوجتي المختلفة لماذا ادمنت عاديتك وفتنت بك منذ رؤيتك ومنذ أن تذوقت فلفلك ..!
هل وصلك جواب لتلك الأسئلة التى كنت تودين معرفتها عن خطيبك الأنيق ولما اختارك ..
هذه عاديتي وحياتي ...
وحقيقتي التى أظن أن كل إنسان لديه من الاشياء الجميلة التى يرتاح بها بعيد عن اذواق ورأي العالم والتصنع ..
هل أنت راضية عن زوجك الفوضوي دون تكلف ..
ضحكت بعد تأملت عيناه وقلت له يادبدوبي
لقد ارتحت لك منذ اللحظات الأولى لاهتمامك لضحكتك رغم اناقتك وقتها .. ولكنك الآن فتنتني بعاديتك أكثر وبت أعشقك أكثر وأكثر
قلت أخطبوط ها
... يابطريقتي
نعم يا يادب الباندا
عزيزتي اختاري من يرتاح له قلبك منذ اللحظات الأولى
اقتربي من الذي يجعلك تحيين فالكل يعيش
من يريدك حقا سيختارك بعاديتك وچنونك كما أنت دون مستحضرات التزييف تلك ..
فكوني أنت ولاتكون نسخ بشړي مكرر أو مزيف كوني على طبيعتك لتسرقي قلبه...
بليلة خطوبة
النهاية