قصة الفارس النبيل

موقع أيام نيوز

 


أخذ حمام منعش من عناء السفر الطويل ولكي يجدد نشاطه تمهيدا لسفره الذي يفكر في كيفية إخبار كارمن بذلك الآن.
توقف مكانه وهو يراها تدير اليه ظهرها وتعبث في حقيبة سفره.
رفع ادهم حاجبيه متسائلا بتعملي ايه!!
أدارت كارمن كتفها إليه وقالت بنبرة عادية بطلع هدومنا من الشنط زي ما انت شايف
أخذ نفسا عميقا قبل الرد محاولا الحفاظ علي رباطة جأشه أمامها احم لا سيبي هدومي زي ماهي في الشنطة

رمشت كارمن بعدم استيعاب ليه مش فاهمة!!
تحرك بثبات نحو غرفة الملابس قائلا ببرود انا مسافر.. بعد كام ساعة هتقوم طيارتي
وقفت هناك مصډومة وعقلها يكافح لترجمة ما قاله منذ ثوان ثم مشيت ورائه إلى غرفة الملابس قائلة بتوتر هتسافر لوحدك
تسائل أدهم بدهشة وهو يقف زر بنطاله بعد أن لبسه نعم!
تنحنحت بحرج من سؤالها السخيف مصححة صيغة سؤالها قصدي يعني هتسافر فين وهتقعد قد ايه
أجاب أدهم وهو يستمر في ارتداء ملابسه بجمود رايح باريس في عملاء مهمين لازم اقابلهم قبل ما يبدأ الديفليه
فركت كارمن رقبتها بإضطراب وقالت بإستفهام ضروري يعني السفر النهاردة...احنا لسه راجعين من مشوار متعب كتير عليك الضغط دا
رد أدهم بكذب دون أن ينظر إليها ماتقلقيش عليا انا متعود.. وكمان هما ناس مهمه جدا يعني وقتهم بفلوس ومرتبطين بمواعيد كتير واحنا المحتاجين ليهم لان الفايدة الاكبر هتعود علينا فلازم اسافر بسرعة
قطبت كارمن حاجبيها قائلة بضيق هتغيب كتير
ادهم بتنهيدة مش اقل من اسبوعين
وأضاف بعد أن انتهى من لبسه وتوجه نحو باب غرفة الملابس ملاحظا صمتها قائلا بهدوء وهو يقف أمامها مباشرة ومد يده إلى ذقنها ليجعلها تنظر إليه مكشرة ليه!!
نظرت كارمن اليه ببراءة قائلة بنعومة مافيش حاجة
نظر أدهم إلى داخل زرقاوتيها التي شتت كيانه بالكامل خاصة عندما حدقت فيه بعيونها اللامعة بإطلالاتها البريئة ثم تدحرجت عيناه على ملامحها عاقدا حاجبيه بينما زرقاوتيه الداكنه تموج بمشاعر مختلطة علي ملامحها الجميلة فهو يشتاق إليها منذ الأن هامسا بدون وعي هتوحشيني
ابتسمت كارمن بحب رغم الضيق الذي يألم قلبها وتمتمت وانت كمان
يريد الابتعاد لكن كل حواسه ترفض الانصياع لأوامر عقله مطالبة بالبقاء على هذا القرب المهلك منها ولا تريد سواها.
كانت الدموع تنهمر من جفنيها المغلقين وأغرقت خدها حين صفعت تلك الأفكار السيئة التي تخيفها في عقلها وأنها لن تبقى معه في هذا الوضع أكثر من بضع ثوان ثم سيبتعد عنها.
كيف ستتحمل فراقه لا تستطيع ليس بعد أن أحبته پجنون.
شعر أدهم بتلك القطرات التي بللت وجهه وعقد حاجبيه بحيرة وهو يفصل بين قبلتهما ويبتعد قليلا ناظرا إليها بدهشة لكن عقله ترجم تلك الدموع التي رآها ټغرق وجهها بشكل خاطئ تماما.
حيث ظن أنها تذكرت أخاه أو ربما لا تريده أن يكون قريبا منها من الأساس فلم يستطيع التحدث معها أو مواجهتها قائلا بصوت أجش انا لازم انزل اعمل شوية مكالمات من المكتب قبل السفر
شعرت كارمن بالدوار حالما ابتعد فجأة عن جسدها فحاولت أن تتكئ على الباب خلفها قائلة بحة خاڤتة وهي تمسح دموعها بظهر كفها طيب انا هحضرلك باقي الحاجات في شنطتك
ذهب ادهم الي المنضدة وتناول ساعته لكي يلبسها قائلا بجمود تمام
ابتلعت كارمن غصه تشكلت بحلقها قبل أن تتساءل بتفكير احط لبس تقيل
هتف ادهم وهو يفتح باب الغرفة ليغادر إلى الأسفل مش كتير الجو في الوقت دا كويس من السنة هناك
همست كارمن بأنفاس مضطربة حاضر
بعد عدة أيام من سفر أدهم
في الصعيد
هتفت روان بصوت عال ايوه يا كوكي وحشتيني اخبارك ايه
قطبت كارمن بين حاجبيها من صخب صوت روان وقالت بلطف الحمدلله حبيبتي انتي عاملة ايه وجدو والجماعه كلهم ازيهم
وزعت روان أنظارها بين جدها وامها الذين يجلسون أمامها وقالت علي الفور كلنا بخير الحمدلله بيسلمو عليكي وجدو عايز يكلمك
همست لجدها بعيون تلتمع برجاء جدو عشان خطړي بلاش تطول.. عايزة الحق اكلم معاها شوية
زجرتها حنان بتأنيب بطلي رخامة يا روان سيبي جدك براحته عيب كدا
قال الحاج عبد الرحمن وهو يمسك الهاتف ماشي يا شقية سيبي التليفون من يدك هيقع مني كدا
ثم قال الجد بمحبة بعد أن وضع الهاتف بجوار اذنه الو يا نن عين جدك اتوحشتك يا حبيبتي
ابتسمت كارمن بسعادة وهي تستمع إلى كلماته الحنونة حيث حياتها اصبحت افضل بعد أن تقربت من جدها اهلا اهلا يا جدو.. انت كمان وحشتني.. طمني علي صحتك بتاخد الدواء ولا بتطنش
ضحك الجد قائلا ببشاشة لا يا بنتي عندي هنا
 

 

تم نسخ الرابط