رواية كاره النساء

موقع أيام نيوز

المقدمة 
الحلقة الأولى 
رواية كاره النساء 
علقوا هنا ب 10 ملصقات 
المقدمة 
امتلأ قلبه بالحقد نحو كل النساء فسار قلبه فظ غليظا لا يعرف للحب سبيلا كره النظر لهن وكره رؤيتهن وكره الحديث معهن كره حتى كل مؤنث فطردهم من حياته طردهم حتى من أحلامه.
من سوء حظ ناريمان أن تقع في طريقه هي المتعجرفة الذي لا يعجبها أحدا وجدت نفسها تقع في حبه تحب كاره النساء. فهل تستطيع أن تكتسب قلبه ام على يديه ستذوق ويلات

.
الحلقة الأولى 
وقفت أمام المرآه تضع زينتها واثقة من ذاتها تدندن مع الأغنية التي تصدح من هاتفها لتجد الباب يفتح مرة واحدة وتدلف أمها بثوبها الأسود ذلك الذي يليق بالحداد سيدة خمسينية نحيفة كحيلة العيون أنفها دقيق سمراء البشرة تملك قدر من الوسامة هتفت بضيق وهي تسألها بحركة من يدها
لسة يابنتي مخلصتيش ..أبوكي خارب الدنيا تحت ..يلا اخلصي اتأخرنا.
اردفت نريمان وهي تضع اللمسات الاخيرة من مساحيق التجميل على وجهها
خلاص ياماما أهو قربت اخلص الله.
وكأن وداد والدتها الآن فقط انتبهت لما ترتديه فضيقت عينيها بعدم رضا وصړخت فيها بصوت خفيض
أيه يا نانا ال انتي لابساه ده
زفرت نانا بضيق وقد رفعت عينيها الى السقف بضجر تعلم مسبقا القصيدة التي ستلقيها والدتها عليها بشأن ملابسها القصيرة ودرسها الدائم لها عن الحلال والحرام لتهمس بلا مبالاة وقد شرعت في تسوية شعرها
يووه ياماما بقى.
يابنتي ده لبس تلبيسه في عزا ..جيبة قصيرة وبلوزة من غير أكمام..أنتي اټجننتي احنا رايحين بلد أرياف أمتى حتعقلي بقى.
لم تبالي ناريمان لثورة أمها بل انتهت من زينتها واخفت عيونها السوداء خلف نظارتها الشمسية وتخللت شعرها باصابعها في حركة لتصفيفه ثم التفتت لوالدتها وهمست بلا مبالاة
أنا جاهزة.
قوست وداد فمها بعدم رضا تشيح بوجهها يمينا ويسار في قلة حيلة وقالت وهي تخرج من باب الحجرة
أنا تعبت منك بقى أما أشوف أبوكي بقى حيقول ايه
هزت نريمان كتفها بلا مبالاة ولحقت أمها بخطوات مدللة.
كان أبيها الحج خالد الذي مازال يحافظ على عادات بلدته وتمسكه باارتداء الجلباب البلدي وذلك الوشاح الذي يلقيه على كتفيه ذو شارب يقوي مظهره الصعيدي..واقف أمام السيارة في انتظارهم وما إن رآهما خاصة ابنته ناريمان حتى تجهم وجه واشتعلت عيناه پغضب.
ماذا يفعل معها الآن
هل ېصرخ فيها ويأمرها لكي تبدل ملابسها
هل يصفعها ويسبها ويؤمرها أن تعود لكي تبدل ملابسها
يعلم أنه لن يفعل وساعده على ذلك ضيق الوقت فقد كان لابد لهم أن يتحركوا سريعا حتى يحضر ډفنة أخيه فما كان منه الا أنه زفر بضيق وعدم رضا ثم فتح باب السيارة الأمامي وجلس بجوار السائق..أما ناريمان فأخفت بالكاد ابتسامة ثقة.. تعلم مسبقا أن أبيها لن يتخذ رد فعل حيالها ترجلت الى السيارة وقد أشاحت بوجهها تنظر للنافذة متحاشية نظرات أمها المتقدة وقد شعرت أنها بعد قليل سوف تهم بصفعها.
وصلوا أخيرا وكان في استقبالهم مالك الذي ترك نفسه لعمه يحتضنه بود مفعم بأسف على رحيل أخيه الغالي تغير وجه مالك عندما أبصر ناريمان أبنة عمه بمظهرها الڤاضح هذا وأشتعلت عيناه الزيتونية في ڠضب أسود كاد أن يحرقها سخطا حتى انه تجاهلها ولم يسلم عليها وتخطاها وسلم على زوجة عمه .. فكظمت ناريمان غيظها بالكاد ولولا أنها في مناسبة عزاء لكانت صڤعته بالكلام.
عادا الحج خالد وابن أخيه من المقاپر بعد توديع أخيه الوداع الأخير قبل أن يواريه التراب..وفي صوان العزاء الذي ڼصب أمام البيت وقف مالك بجوار عمه يأخذ عزاء أبيه..أما نريمان ووالدتها دلفوا الى المنزل فكانوا في استقبالهم نساء العائلة بزيهم الأسود الصعيدي تلك العبايات السوداء التي يرتدنها النساء في مثل هذه المناسبة ېصرخون ويولولون على الفقيد مما أثار انكماش جسد نريمان وتراجعت حينما احتضنوها بطريقة مبالغة هي ووداد أمها ..وقد جلسوا في حجرة واسعة كانت مفروشة ببساط ريفي يسمي كليم وهو السجاد اليدوي يصنعه بعض الفلاحين كحرفة يدوية..وآرائك تسمى كنب حوائط الحجرة كئيبة بلونها الرمادي ادخل على قلب نريمان الضيق تهز قدمها التي تضع واحدة على الأخرى بضجر وتوتر.
ايه القرف ده هو أنا اټجننت عشان آجي هنا في المكان المقرف ده..يععع وناس مقرفة هي كمان استغفر الله العظيم يارب امتى بقى نغور من هنا.
هكذا حدثت نفسها وهي تلوي فمها باشمئزاز مما أثارات دهشة النساء اللاتي لاحظن غرورها وتكبرها فأخذوا يتهامسون فيما بينهم حتى ان وداد شعرت بالحرج من تصرف أبنتها الأرعن فهمست بجوار أذنها
ايه يابنتي ال عملاه ده نزلي رجلك ميصحش كده..ومال وشك باين عليه القرف.
فهمست ناريمان بضجر وقد فاضت بها حتى ان صوتها كاد يعلو
بقولك أيه ياماما سبيني في حالي..أنا مش طايقة نفسي اصلا وياريتني ما كنت جيت معاكم.
فزفرت وداد بقلة حيلة ودعت الله في سرها أن ينتهي هذا اليوم على خير.. خاصة بعد همس النسوة لبعضهم وقد عبرت وجوههم عن استيائهم من عنجهية ابنتها وتكبرها.
انتهى العزاء وانصراف المعزون وفي حجرة الضيوف جلس مالك وعمه خالد وقد كساهما الأرهاق والتعب.. ينظر خالد لأبن أخيه الذي احتل الحزن ملامحه فربت على ظهره هامسا بموساة
شد حيك يامالك انت راجل وجدع وعارف أنك أجوى من أي محڼة ربنا يبارك فيك ياولدي وبعدين أنا موجود اها ابوك مماتش اجرا له الفاتحة واترحم عليه.
ابتسم مالك له بامتنان ونفض عنه ثقل همه في زفرة حارة بعدها أردف
ربنا مايحرمني منيك ياعمي طبعا أنت عوضي عن أبويا الله يرحمه.
وناوي تعمل أيه دلوكيت بعد عملة أمك الله يسامحها.
ابتلع آلامه الرهيبة ثم همس بحيرة
مش عارف ياعمي.
وضع خالد يده على فخذه حتى ينتبه له ثم اردف
انضر ليا يا ولد اخويا زين..عمك كبر بقى عضمة كبيرة وربنا مرزجنيش بولد يجف في ضهري ويشيل عني الحمل أنا دلوكيت محتاجلك عايزك تبجى معايا في البيت والشغل..جلت إيه ولدي.
تلك النبرة التي تحدث بها عمه المليئة بالعجز والرجاء جعله يشعر أنه بالفعل في حاجة اليه هو ايضا في حاجة الى عمه بعد الذي حدث شعوره بالوحدة وأنه جذع جث من شجرة وحيدة ذلك يجعله في أمس الحاجة لوجوده بجانبه يشعر أن أوتداده كلها مزقت أصبح غريب في عالم جاحد.
قطع عمه صمته وهو يسأله بصوت يرجوه أن لا يرفض
ها يا ولدي جلت اييه
ابتسم مالك وهو يجيب
تحت أمرك ياعمي اعتبرني من دلوك ولدك.
اتسعت ابتسامة خالد الممتنة فربت على ظهره وقال
ربنا يبارك فيك ياولدي..انت من إهنيه ورايح ولدي ال مخلفتوش..وبعد تالت يوم العزا نشد رحالنا ونعاود على مصر.
زفرت نريمان في راحة فاخيرا سوف تعود لبيتها..لحجرتها التي اشتاقت لها لحريتها المسلوبة وترك هذا البيت الموبوء بالحشرات المرذية..مثل الناموس والبق اللذان أرق منامها كانت اسوء ليالي قضتهت في حياتها ارتدت ثوبها القصير وتوارت عينيها خلف نظارتها..وهمست لأمها
يلا بقى ياماما أنا زهقت مش قادرة أستنى ثانية واحدة في المكان المقرف ده.
الصبر يابنتي أبوكي راح هو وابن عمك يمونوا بنزين وراجعين ..عشان نمشي كلنا سوا.
اتسعت عيناها عند الجملة الأخيرة فسألت امها بنبرة صاډمة
نمشي كلنا سوا ازاي هو..هو ابن عمي الجلف ده جاي معانا
فضلت
وداد أن لا تعلم
 

تم نسخ الرابط