قصة دينا

موقع أيام نيوز


لمدة يومين..
نظرت له باستغراب و لم تتحدث فبعد عامان من التجاهل و عدم الاكتراث لها... يعاملها الآن بلهفة جالية
رفع حاجبه و هو ينظر لها بدهشة قائلا
اللي اعرفه عنك انك مش خرسة..
ابتسمت بتلعثم و قالت و هي تحمحم قائلة بتوتر
لاء بس.. اصل حضرتك بقالنا سنتين يعني عمرك ما اتكلمت معايا أو..
ابتسم بمشاكسة و قال
متأكدة اننا عمرنا ما اتكلمنا يعني علي ما اتذكر ان احنا اتقابلنا قبل كدة في الباص و اتعرفنا علي بعض!!

فغرت فاهها و هي تنظر له مشدوهة لم تتوقع قط أنه يتذكرها أو حتي يكترث لوجودها في حياته!!
اه.. و انت كنت ساعتها مش طايق نفسك
عضت لسانها و هي تقول بخجل من تلقائيتها
احم آسفة..
ضحك و هو ينهض ليجلس بجانبها علي الاريكة و قال..
لا فعلا انا مكنتش طايق نفسي كان عندي شغل مهم و عادة مبحبش حد يكلمني و انا بشتغل و انتي بقا جيتي في طريقي معلش اتعصبت عليكي!!
ابتسمت باشراق ليسرح هو في تلك الابتسامة التي أرقته لمدة عامان عامان يراقبها فيهما و هو يحلم بها

في كل يوم..
حضرتك عايش في ألمانيا بقالك قد اية!
بقالي خمس سنين مقولتليش اسمك ليلي اية!
قطبت حاجبيها باستغراب و هي تقول
هو حضرتك عرفت اسمي منين!
هو مش انا الدكتور بتاعك و لا إية! 
قالت بعدم اقتناع
اسمي ليلي زين سويلم...
سلامتك يا ليلى...
ابتسمت له برقة فمد هو ذراعه نحوها قائلا
طيب يلاعشان اوصلك لأنك مش هتعرفي تمشي برجلك دي!
تحمحمت قائلة بإحراج
لا شكرا لحضرتك يا دكتور انا هعرف اروح لوحدي... 
مش هتعرفي فياريت مترفضيشانا مش هخطفك يعني!!
استجابت له و هي تمسك بكفه و تستند عليه ليساعدها في السير فقالت هي
مش قصدي بس مش عايزة اتعب حضرتك..
اتجهت معا خارج مبني الجامعة.. فقال هو
تعبك راحة يا ستي مفيهاش تعب و لا حاجة
عودة إلي الواقع 
عاد إلي ذلك الواقع المرير الذي خطڤ منه أروع فترات حياته سلب منه تلك الرقيقة.. ليلي!!
نظر نحو مرفت و هو يري دموعها تنساب علي وجنتيها نظر لها بقلق قائلا
مالك يا طنط!
أمسكت كفه بحنان فطري و قالت
يعني عمرك ما هتتخلي عنها مهما تعمل!!
كانت الدهشة مسيطرة عليه عندما قال
انا متخلتش عنها قبل كدة عشان اتخلى عنها دلوقتي!!
فارس انا خلاص مش هعيش اكتر ما عشت... و ليلي لوحدها في الدنيا اوعي تسيبها هي ملهاش غيرك انا واثقة انها هترجعلك قريب.. بس انت خليك قريب منها حسسها انك لسة بتحبها و صدقني هترجعلك لأنها هي كمان بتحبك!
ربنا يدي لحضرتك طولة العمر..
خلاص يا فارس انا مش هعيش اكتر من شهر.. الموضوع محسوم!
اعتلت الصدمة ملامحه و قال
هو في أية حضرتك بتقولي كدة لية!
انا عندي لوكيميا يا فارس!!
_______________________________
جلس بجانبها و قلبه يتآكل من خوفه عليها يشعر و كأن نبض الحياة توقف من حوله.. نظر للطبيب الواقف بجانبه قائلا بلهفة
هي كويسة يا دكتور!
الحمد لله كويسة يا فهد بيه بس واضح انه إرهاق و انخفاض في ضغط الډم..
هز رأسه باطمئنان ليردف الطبيب
شوية و هتبدأ تفوق.. عن أذنك
خرج الطبيب ليبقي هو بجانبها تأمل تلك الملامح الشرقية.. 
ذلك الشعر البندقي القصير... البشرة البيضاء الذي يسري بها حمرة طبيعية 
تجرأ لأول مرة و بيد مرتعشة مد يده يتحسس خصلات شعرها برقة... 
اهدي بس.. مالك!
بدأت تبكي پقهر و هي تقول بدون وعي
اڠتصبها هنا ضاعت خلاص.. خلاص!!
ظهرت معالم الصدمة علي وجهه هو لا يعلم عن من تتحدث و لكن بالطبع ما تقوله کاړثة!!
هنا مين.. اهدي بس خليني افهمك!!
_______________________________
سار في ردهات المشفي غير مصدقا ما قصته له مرفت..
قابله أحد الأطباء الذي ما إن رآه حتي تقدم منه قائلا
دكتور فارس...
توقف أمامه و هو ينظر له بتساؤل ليردف الطبيب
دكتور ليلي من شوية اغمي عليها و استاذ فهد جابها علي الطوارئ و انا علقتلها محاليل عشان عندها انخفاض في ضغط الډم..
شحب وجهه بالطبع هو قلق عليها لكن ما أثار غضبه أكثر هو وجود ذاك الفهد معها 
يبدو أنه يسعي لسلب قلبها منه.. و هو ما لم يسمح به قط 
اتجه بخطي مهرولة نحو الغرفة المنشودة وقف أمام باب الغرفة ململما شتات أمره و هو يتنفس بعمق محاولا الا يسكب غضبه عليها فكفي بها إرهاق و ضغط نفسي..
فتح باب الغرفة دون أن يطرق و قد بدأت الخطوط الحمراء ترتسم في عينيه كدلالة علي غضبه الذي يتصاعد 
فقد كان ذلك المعتوه ممسكا بكفها بيد و باليد الأخري كان يمسح دموعها..
نظرت ليلي نحوه پخوف و بتلقائية شديدة و بدون تفكير من عقلها الذي يعلم تماما

اهلا يا دكتور فارس..
قالها فهد باستغراب من تصرفاته و من غضبه الباد 
لكن فارس لم يجيبه بل جلس بجانبها علي الفراش ملتصقا بها.. قائلا بصوت أجش
انتي كويسة يا ليلي!
أغمضت عينيها پألم يعلم هو مصدره جيدا لينظر نحو فهد بنظرات ماقتة و ابتسامة صفراء قائلا
آسف يا استاذ فهد بس مخدتش بالي منك كنت قلقان علي ليلي...
تعمد النطق بتلك الكلمات ليشعرها بخوفه عليها.. و ليجعل ذلك
 

تم نسخ الرابط